سأتحدث بمشيئة الله في هذا المقال عن ظاهرة تكاد أن تكون منتشرة في جميع مناطق المملكة بدون استثناء وهو موضوع حساس وهام يجب أن نتفهمه جيدا وندرك أبعاده 0
تقابله فتى المرحلة المتوسطة خارجا من منزله فتسأله : أين أنت ذاهب ؟ فيقول لك : أنا رايح أشتري 0
تقابل شاب الثانوية ساكب العقال والغترة فتسأله : على وين يابو الشباب فيقول لك بنبرة المستغرب : وانت ليش تسأل ؟ فترد عليه وأنت الأكبر سنا وبكل أدب : أبدا مجرد حب استطلاع فيقول لك ببرود : حب استطلاع والا لقا000؟ فتقول : لا يا وليدي بس ودي أعرف يقول : أنا نازل أشتري وقس على هذا طالب الجامعة وطالب الكلية الكل نازل يشتري ولم أسمع يوما أن واحدا قال لي ؟
أنا نازل أبيع ، أنا نازل أخوض الحياة وأصارع من أجل لقمة العيش ، أنا نازل يا عم حتى أساعد أبي للتغلب على ظروف الحياة ، أنا يا عم استغل وقت إجازاتي الأسبوعية أو السنوية حتى لا أرهق كاهل أبي بمصاريفي فيكفيه عبء العائلة ، لم أسمع من يقول هذا حتى قادتني الصدفة إلى مدينة صغيرة فوجدت عجبا!! وجدت ما أثلج صدري وشرح خاطري ، وجدت شبابا يتلقفون الصيادين من عند البحر فيشترون حصيلتهم ليقوموا ببيعه داخل البلد أو التوجه به في حافظات إلى بلد آخر فيه سعر السمك مرتفع فيبيعونه هناك ويعودون إلى بيوتهم وهم هم لم ينقص منهم شيء ولم يعيبهم عملهم ، وجدت شبابا في عمر الزهور عند أبواب الجوامع لا يمدوا أيديهم ولكنهم يبيعون الفواكه والخضار في سياراتهم الخاصة والابتسامة تعلو محياهم ، وجدت بعضهم وقد جاء بمجموعة من الأغنام والضأن قد اشتراها من أماكن البدو وجاء ليتكسب من بيعها ، نعم وجدت هذه الفئات الشريفة العفيفة الحرة التي استشعرت المسؤولية منذ نعومة ألأظفار ، وجدت هذه العينة من الشباب التي نفضت برودة المكيف والظل الظليل وعافت الاستكانة ونهضت بهمة تعانق السماء ، شموخا وإباءا ونبلا ، السمرة تكسو وجوههم ، سمرة اكتسبوها من حرارة الشمس ، سمرة تعني الرجولة والإباء والشمم ، سمرة لها معاني سامية تلمح من خلالها أنك أمام رجل حقيقي 0
همسة : ابنائي الشباب :
هاهي الإجازة قادمة فماذا أعددت لها من عمل يجعلك تشعر بقيمتك في المجتمع ؟ سيكون أبوك سعيدا صدقني لو رآك تعمل وتكدح وتتعلم وتشاركه همومه ، سيفرح أبوك إن رأى رجولتك الحقيقية وفاعليتك ، ستغمر أمك السعادة ولن تسع الفرحة أخواتك وهم يرون فيك الراعي القادم بقوة ، يرون فيك وليا للعهد بجدارة 0
أم يا تراك ستقضي ليلك في سهر بغيض لتبدأ مرحلة نوم عفنة طوال اليوم فإذا ما جاء الليل نهضت من مرقدك واتجهت إلى المغسلة لتشطف وجهك ثم تجلجل شعرك وتدهن جسدك الناعم الأنيق بأنواع من الكريمات ثم ذهبت إلى أبيك متلطفا طالبا مصروفك فإذا ما صدّك وتعذرك لملمت مابقي من حيائك واتجهت تجرّ خطاك إلى أمك مستغلا عاطفتها لتستدر ما تريد 0
أناشدك ألله هل هذه حياة سوية أنت راض عنها ومقتنع بها ؟
حاول بني أن تفعل شيئا نافعا لك ولأسرتك وللمجتمع عندها فقط سيحترمك المجتمع ويقولون : شوفوا ولد فلان والنعم وسبعة أنعام ، عرف فلان كيف يربي ، عز الله انه رجال من ظهر رجال
لا تكن من ربع ( رايح أشتري ) ولكن كن من ربع ( رايح أبيع وأساعد أهلي ونفسي ) 0
منقوول للفائدة