نقــــض مقالـــــة ( المقارنـــة بين عنـــــزه ومطيــــر )
جاء في أخبار العرب أنَّ إبراهيم النَّظَّام المعتزلي قال لرجل : أتعرفُ فلاناً المجوسِيّ ؟ قال : أجل ، أعرفه ، ذاك الذي يحلق وسط رأسه مثل اليهود . فقال النَّظَّام : لا مجوسياً عرفت ، ولا يهودياً وصفت !! ( لأنَّ النصارى هم الذين يحلقون وسط رؤوسهم وليس اليهود ) .
ذكرتُ هذه القصة الطريفة بعد أن فرغتُ من قراءة مقالة كتبها / نايف الفقير عنوانها ( المقارنة بين عنزة ومطير ) ... فقلتُ في نفسي تعليقاً عليها : يا نايف ... لا عنزة عرفتَ ، ولا مطيراً عرفتَ !! فقد كان جهل الكاتب بعنزة قبيلتِه مقارباً ـ إن لم يزد ـ لجهله بمطير ، فاطرح جهله بهذه من جهله بتلك فيخرج الكاتب من مقالته صفراً لا عليه ولا له !!
ولم يكن من وُكْدي ولا من عادتي تتبّع كتابات الكتّاب في المنتديات الأخرى حتى وإن كانوا مشرفين فيها كنايف الفقير في منتديات عنزة !! ، وحين انتشرت كتابة الفقير هذه نقلها بعض الأخوة إلى منتديات مطير بعد أن خُدِع بها فظنَّ أن فيها شيئاً !! فقرأتُها فاسترذلتُها فرميتُها فنسيتُها فكانت عندي كأن لم تكن ...
ثم طلب مني بعض مَن لا أردّ له طلباً أن أكتبَ تعليقاً على هذه ( المقارنة ) فاقتطعتُ من وقتي سويعاتٍ سطّرتُ فيها هذا الرد ، وأعتذرُ سلفاً عن تطويل الرد ؛ فإنَّ الرد الموجز المقتضب الجامع على اختصاره يحتاج وقتاً أطولَ ، ولم أجد من وقتي قدراً زائداً لأنفقه على هذه ( المقارنة ) ، فكان هذا التطويل نتيجة تلك السرعة ...
وأقدّم بين يدي الرد كلمة أعرّف بها بالكاتب / نايف الفقير ، لكي يعلم الناس مبلغ علمه ومقدار أمانته ومستوى نقاشاته ... فهذا الكاتب قد جرى لي معه من سوالف الأقضية أن تناقشتُ معه حول ( مناخ الشماسية ) في منتدى مطير ، فكتبتُ رداً على دعاويه حول هذا المناخ ، كان هذا في شهر رمضان الماضي ، وحتى هذه الساعة لم ينطق الفقير بحرفٍ واحد بعد أن نقضتُ عليه كلامه كلَّه !! مع أن الفقير استمرَّ في ذلك المنتدى يكتب ويناقش متناسياً دعاويه الطِوال العِراض حول ( الشماسية ) !!
وحين شرعتُ في نقض مقالته ( المقارنة ) رجعتُ إلى بعض موضوعات الكاتب من باب " اعرف خصمك " ... فعرفتُ هذا الكاتب معرفةً لا تكاد تباعد الحقيقة قيد أنملة ولا قيْس شعرة !! فهو كويتب مبتدئ وبويحث قرأ نتفاً من كتب وخلّط بين قديمٍ وحديث فجمع ركام ذلك كلّه وحلّله وفكّكه وركّبه بشخصية بعيدة عن الإنصاف سريعة إلى رمي الناس بالكذب والتزوير من دون تورّع ولا التزام بأخلاق العلم وأهله !! وهذه أمثلة لبعض كتاباته لتعرف مستواه العلمي والخلقي :
أ ـ في مقال له حول كتاب ( مثير الوجد ) أعاد الكاتب وردّد وصرّح بأن المؤلف كذب كذباً محضاً !! ويقول إن كلام المؤلف ابن جريس قد اختلط عليه بكلام المحقق ابن عقيل الظاهري !! وما زال يعيد ويناقش هذين الرجلين في مقاله الطويل فيكذّبهما ويسفّه آراءهما !! ...
وكلّ ما فعله الكاتب الفقير ليس له قيمة علمية ولا أخلاقية والسبب في ذلك أن جميع الكلام الذي ناقشه الفقير في مقالته تلك ليس لابن جريس ولا للظاهري !! وإنما هو كلام الدكتور منير العجلاني نقله الظاهري بنصِّه من ص 29 إلى ص 45 فلم يدر الفقير أنّ الكلام للعجلاني فصار يخبط خبط عشواء ، ويكذّب ابن جريس والظاهري بلا تورّع ولا اتقاء ملامة !!
ب ـ وفي مقالة أخرى شكّك الفقير بأمانة الباحث المعروف راشد ابن عساكر واتَّهمه بتحريف مخطوطة جبر بن سيّار !! وبتحريف بيت لجعيثن اليزيدي !! ...
وكلّ ذلك من جرأة الفقير على تكذيب الناس والتهجّم عليهم بلا وازع من دين أو خلق !! وإلا ... فإنّ مخطوطة جبر بن سيّار قد أورد الباحث ابن عساكر في آخر كتابه صوراً من النسخ التي جمعها للمخطوطة وفيها الكلام الذي يتّهم الفقير ابن عساكر بأنّه قد زوّره !! وبيت اليزيدي قد أوردتْهُ مصادر كثيرة قبل ابن عساكر بزمنٍ بعيد !!
هذان مثلان ... نتعرّف بهما إلى هذا الكاتب ومقدار علمه الضئيل ومبلغ أخلاقه وأمانته العلمية المعدومة !! فلا يتعجّبنّ متعجّب مما سنكشفه من سقطات مدويّة وأخطاء فاضحة وفهم سقيم وتخبّطات مضحكة لهذا الكاتب ... لا يتعجّبنّ متعجّب فذلك مقدار هذا الكاتب وقيمته العلمية والأخلاقية !!
وهذا أوان الشروع في نقض مقالته ...
باسمك اللهم ...